رحلة 80 مليار
جلست أمام جهاز التلفاز أشاهد بهدوء وموضوعية ما تقشعر له الأبدان ويحار منه الزمان ويولد علامات تعجب واستفهام، ثمانون مليار ريال، وما أدراك إلى أين ذهبت الثمانون مليارا، وفي جيوب من عبرت تلك الأرقام لتصل إلى ما صرفت له؟ مشروع القطار، كلنا نعرف تكلفته الأصلية والشكل الذي عرض قالبه على الملك وكان شبيها بالرصاصة الفولاذية والحضارة اليابانية، والتقنية الأمريكية، والرفاهية الفرنسية، ذو أرقام فلكية، وعندما بدأ تشغيله رأينا بضاعة صينية، لا تشبه الصور المقدمة إلى الملك والسلطات التشريعية، ولا تمت بصلة إلى الأرقام الفلكية التي سحبت من أجل تشغيل هذا القطار الذي وصف من أحد الحجاج بالخارج 'عجبت يا جماعة المملكة تشغل هذا النوع من الأجهزة، إحنا ما عندناش فلوس، بس شغلنا أحسن القطارات، بأقل الأسعار، حتى لو كان إتاكل منها كتير، ولكن صرف منها الكثير'. عندما سمعت هذه العبارات هززت رأسي، وقلت لنفسي: ما هو الجديد في الساحة، فهذا ما تعودنا عليه في كل مرة، أرقام فلكية، وتنفيذ لا يرقى إلى اقل الحضارات تقدما، قالبا من غير قالب، قشور ذهب والقالب من تنك! أما وفي نفس المجال، تقف الساعة...